الاثنين، 20 يوليو 2020

قراءة للموقف الأمريكي من القضية الليبية ..

يشوب الموقف الأمريكي حول القضية الليبية الكثير من الغموض فلايمكن القول بأنها تسعي الي إستقرار ليبيا بل يمكن القول بأن أمريكا بدت ساعية الي إستمرار القتال في ليبيا حينما منعت الجيش الليبي من دخول طرابلس وإنهاء القتال والإنتقال الي مرحلة تحقيق الأمن ..ولايمكن النظر الي المشهد الليبي الذي تؤججه تركيا من خلال نقل المرتزقة من سوريا وتسليحهم دون أن يكون هذا بأوامر أمريكا والتي تعمل تركيا بأوامرها وكذلك تمويل هذه الميلشيات وتسليحها بأموال من صبي أمريكا الآخر ..تميم قطر ...
وهذا الأمر يدفع الي سؤال لماذا تقف أمريكا ضد حفتر قائد الجيش الليبي ...والإجابة يمكن تلخيصها في نقاط ...
أولا ..التقارب بين شرق ليبيا بقيادة حفتر وروسيا وهذا الأمر لاتقبله أمريكا ..
ثانيا ...تأييد حفتر لبشار الأسد .في سوريا وكذلك التقارب بين حفتر وفنزويلا ..وخط السياسة الأمريكية ضد بشار الأسد وضد فنزويلا وبالتالي وقفت أمريكا ضد حفتر طوال الفترة الماضية ورفضت أن ينهي أمر الميلشيات ويدخل طرابلس ..
وترتب علي هذا أن قامت أمريكا بالسماح لصبيها التركي أردوغان بالتدخل في ليبيا عن طريق إرسال مرتزقة تابعين له من سوريا للقتال في ليبيا وبإرسال الأسلحة الي هذه الميلشيات ...
بل وسعت أمريكا الي تمكين أردوغان .من بلوغ الهلال النفطي في سرت والجفرة ...وهنا ظهر الخطر علي الأمن المصري لو بلغت تركيا هذه الأماكن ولهذا وضعت مصر خطوطا حمراء لايجوز أن تتجاوزها الميلشيات وهي سرت والجفرة ..ومصر جادة في الحفاظ علي أمنها ومؤيدة من السعودية والإمارات والبحرين والأردن .
وظهر في المشهد أيضا الدور الفرنسي الذي وجد أن أمريكا تضحي بالدول الأوروبية من أجل مصالحها فقط ولاتنظر الي مصالح دول حلف الأطلنطي فوجود تركيا في ليبيا يعرض أمن دول أوروبا الغربية للخطر وبالتالي أيدت فرنسا الموقف المصري في وضع خطوط حمراء لاتتجاوزها ميلشيات تركيا وأيدت مصر أيضا في أن حل القضية الليبية لايكون إلا بالتفاوض ...
وإزاء هذا الوضع طلبت أمريكا من صبيها .أردوغان ..التوقف عن إشعال الموقف في ليبيا لأنه سوف يشعل حربا مع مصر في ليبيا وسوف تتدخل روسيا وقد ينتهي الأمر الي إنشاء قواعد روسية في ليبيا تضر حلف الأطلنطي بأكمله وتمس أمنه ..ولاتريد أمريكا تكرار المشهد السوري الذي أدي الي إنشاء قواعد عسكرية روسية في سوريا كما أنها لاتريد أن يهزم سلاحها الذي يحمله أردوغان في ليبيا ..
ولهذا يبدو الدور الأمريكي في ليبيا ضبابيا ومتناقضا فهي تدعي محاربة الإرهاب وفي نفس الوقت تؤيد أردوغان الذي يورد الجماعات الإرهابية الي ليبيا ...
 وفي تصوري أن بساط النفوذ في الشرق الأوسط بدأ ينحسر عن أمريكا ويبدو أن هذه سياستها القادمة وهي الإنكفاء علي الداخل الأمريكي ومحيطها في أمريكا الشمالية والجنوبية ...
        محمد محمد قياسه ...
  مسموح بالنشر للصحف والمواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق