الاثنين، 5 يوليو 2021

مجلس الأمن وسد النهضة ..

يعتبر عرض موضوع سد النهضة علي مجلس الأمن من باب أنه موضوع يكدر السلم والأمن العالميين متفقا مع ميثاق الأمم المتحدة ومع إختصاص مجلس الأمن في هذا الميثاق ...ومجلس الأمن هنا أمامه أن يصدر توصية أو بيان أو قرار والحل الأخير مستبعد فلن يصدر مجلس الأمن قرارات ...وفي ظل هيمنة الخمسة الكبار في العالم علي مجلس الأمن وهم أصحاب حق الفيتو ...فإن موقف أمريكا وكذلك فرنسا وانجلترا حماية حقوق مصر والسودان أما روسيا فلايعرف موقفها خاصة أنها عرضت أن تتوسط بين الأطراف لحل الموضوع لتتواجد في الساحة الإفريقية وكانت ترفض عرض الأمر علي مجلس الأمن ..أما الصين ..فهل تميل الي أثيوبيا وسوف تستخدم حق الفيتو بخصوص أي قرار ضدها .

ولكل هذا سافر وزير الخارجية المصري الي أمريكا لعرض الأمر علي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وكذلك الدول غير دائمة العضوية لتوضيح حق مصر وخطورة التصرف الأثيوبي الآحادي بخصوص سد النهضة والأضرار الحتمية المترتبة علي هذا ..

وبعد كل هذا لن يفعل مجلس الأمن غير دعوة الأطراف الثلاثة الي استكمال المفاوضات ربما برعاية وتحت إشراف الأمم المتحدة ..ويبقي توضيح الأخطار المحدقة بمصر والسودان من تصرفات أثيوبيا الآحادية أهم مايجب توضيحه من الدبلوماسية المصرية في مجلس الأمن .وهذه الأخطار طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة   تعطي من يتعرض لها أن يتخذ من الإجراءات التي تمنع وقوع أضرار له ...بطريقة آحادية بما في ذلك اللجوء الي العمل العسكري ولايكون في هذه الحالة معتدي بل يكون مدافعا عن نفسه ضد أخطار ستوقعها به دولة آخري ..

وفي هذه الحالة يكون مجلس الأمن محيد من أدانة أي عمل عسكري لأن الموضوع عرض عليه ولم يتمكن من دفع الخطر المحدق ....

وأخيرا أنوه الي أن موقف آبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي في موضوع سد النهضة وتعنته فيه هو الورقة السياسية التي تبقيه في حكم أثيوبيا وتجمع خلفه بعض الأثيوبيين الذين يعتبرون قضية السد قضية قومية ...بعد أن فقد شرعيته بالإعتداء علي مواطنيه في اقليم التيجراي وارتكب مذابح جماعية في الاقليم واستمر في حربه ضد مواطنيه لشهور واستعان بمرتزقة اريتريا .أسياسيا أفورقي في قتل شعبه وتحول الي مجرم حرب يجب محاكمته دوليا ومجلس الأمن والأمم المتحدة تغض الطرف عن كل هذا ..كما قام آبي أحمد .بصنع تمثيلية انتخابات في المقاطعات الموالية له كي يستمر في السلطة تاركا نصف المقاطعات التي ضده بدون انتخابات وبالتالي وجوده في السلطة هو غصب لها ...

كل هذه الأمور تجعل الحكومة الأثيوبية تتمسك بورقة السد وتقنع الموالين لها أنها قضية قومية كي تبقي في السلطة وبالتالي لاينتظر منها أي مرونة في حل هذا الموضوع ويجب وضع هذا في الإعتبار ....والإستعداد الأقصي للحل العسكري لأنه يبدو أنه سيكون الخيار الوحيد ...

      محمد محمد قياسه